يونيو 12, 2024
تأخذنا ميزة دولة القهوة لهذا الشهر إلى آسيا. الدول الآسيوية التي كانت مرتبطة في السابق بإنتاج الشاي بشكل رئيسي تزيد من إنتاجها للقهوة وتطور اعترافًا أكبر بها كلاعبين رئيسيين في صناعة القهوة. الهند هي واحدة من هذه الدول، وكأكبر سادس منتج للقهوة في العالم، لا يمكن التقليل من أهميتها في صناعة القهوة.


مثل معظم الدول المنتجة للقهوة، تقع الهند على طول خط الاستواء، مما يوفر المناخ الاستوائي الذي يسمح لنباتات القهوة بالازدهار. على الرغم من أن القهوة تُزرع في مناطق مختلفة من الهند، إلا أن حوالي 90% من الإنتاج يتركز في جنوب البلاد في كارناتاكا، كيرالا، وتاميل نادو. في الواقع، كانت كارناتاكا هي المكان الذي بدأ فيه انتشار القهوة لأول مرة في الهند.
بدأت قصة القهوة في الهند في أواخر القرن السابع عشر. كما تقول الأسطورة، قام حاج هندي إلى مكة بتهريب سبع بذور قهوة من اليمن إلى الهند، وزرعها في كارناتاكا، وهكذا وُلدت صناعة القهوة في الهند. عندما وصلت القهوة لأول مرة إلى الهند، كان الإنتاج يركز على نوع القهوة أرابيكا، ومع ذلك، بسبب غزو مدمر لصدأ أوراق القهوة (وهو مرض شائع يؤثر على نباتات القهوة في جميع أنحاء العالم) تحول الإنتاج إلى نوع القهوة روبوستا. تم إجراء هذا التحول لأن روبوستا، على الرغم من أنها تُعتبر عادةً نوعًا أقل جودة من القهوة، إلا أنها أكثر قوة ولديها مقاومة أكبر للأمراض مقارنةً بنوع أرابيكا. اليوم، تشكل إنتاجية الروبوستا في الهند حوالي 80% من إجمالي حجم القهوة لديهم.

يُزرع البن في الهند بشكل أساسي باستخدام نموذج الزراعة الحراجية حيث يتم زراعة البن مع محاصيل أخرى مثل الفلفل والهيل تحت الأشجار الكبيرة التي تحمي نباتات البن من درجات الحرارة المرتفعة. لدى الهند ميزة في إنتاج القهوة في ظل تغير المناخ، حيث تسعى العديد من البلدان إلى تبني أسلوب إنتاج القهوة في نظام الزراعة الحراجية للتكيف مع الظروف المناخية الأكثر حرارة وتقلبًا.
لسنوات عديدة، اختار سكان الهند الشاي كمشروبهم اليومي، حيث يتم تصدير حوالي 70% من محصول القهوة في البلاد لاستهلاكه في دول أخرى. ومع ذلك، تضاعف الطلب المحلي على القهوة أكثر من مرتين بين عامي 2000 و2011 واستمر في النمو من هناك. الزيادة المتنامية في أهمية القهوة سواء في استهلاك المشروبات المحلية أو في وجود القهوة الهندية في السوق العالمية تعني أن القهوة الهندية في طريقها لتصبح معروفة في جميع أنحاء العالم بنكهتها الفريدة وممارساتها الزراعية التي تركز على المناخ.

يمكن عزو النكهة المميزة لبعض أنواع القهوة الهندية إلى طريقة معالجة فريدة تُعرف باسم “مونزون مالابار”. نشأت طريقة معالجة القهوة في موسم الرياح الموسمية بسبب الحاجة إلى الحفاظ على نكهة القهوة الهندية أثناء سفرها من الهند إلى أوروبا، حيث كانت تبقى على السفن لعدة أشهر. تتم طريقة معالجة المونزون على مدى 2 إلى 3 أشهر خلال موسم الرياح الموسمية، حيث يتم تخزين القهوة المجففة بالشمس في حاويات مفتوحة الهواء. هذا يسمح للحبوب بامتصاص الهواء الرطب، مما يؤدي إلى انتفاخها وتفتيح لونها. هذا يؤدي إلى قهوة ذات حموضة منخفضة، ونكهة ترابية، وجسم ثقيل.